انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء

تتشكل الرغبة الجنسية أو الدافع الجنسي لدى المرأة من تفاعل عدة عوامل، تشمل مستويات الهرمونات الجنسية، وحالتها المزاجية والعاطفية، بالإضافة إلى صحتها النفسية والبدنية. لذا، فإن أي خلل في هذه الجوانب قد يؤثر سلبًا على الرغبة الجنسية لديها.
التغيرات الهرمونية:
تلعب الهرمونات الجنسية كالإستروجين والبروجسترون والتستوستيرون دورًا محوريًا في تحفيز الرغبة وتهيئتها للجماع. بالتالي، فإن أي تغير في مستوياتها يؤثر على الدافع الجنسي. وعلى الرغم من كونه هرمونًا ذكوريًا، يحفز التستوستيرون الأفكار الجنسية ويزيد تدفق الدم للأعضاء التناسلية ويساهم في ترطيب المهبل، لذا فإن انخفاضه يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالجنس. وتشمل الأسباب المرتبطة بالتغيرات الهرمونية:
- انقطاع الطمث (سن اليأس): تحدث تغيرات هرمونية تقلل الرغبة الجنسية وتسبب أعراضًا مثل جفاف المهبل، وألم الجماع، وتقلبات المزاج، والهبات الساخنة، والتعرق الليلي، مما يؤثر سلبًا على الدافع الجنسي.
- الحمل والرضاعة: تؤدي التقلبات الهرمونية الشديدة خلال هذه الفترات إلى التأثير على الرغبة الجنسية. كما أن الانخفاض الحاد في هرمون الإستروجين بعد الولادة، بالإضافة إلى التعب والإرهاق وأعباء رعاية المولود وقلة النوم، تعد من أسباب انعدام الرغبة.
- وسائل منع الحمل الهرمونية: قد تسبب انخفاضًا في مستويات الهرمونات الجنسية، مما يؤدي إلى نقص الرغبة الجنسية لدى بعض النساء.
الألم أثناء الجماع:
يعد الشعور بالألم أو عدم الراحة أثناء الجماع سببًا رئيسيًا لانخفاض الرغبة، وقد ينتج عن جفاف المهبل، أو التهابات المهبل الفطرية أو المنقولة جنسيًا، أو تكيسات المبيض، أو بطانة الرحم المهاجرة.
العوامل النفسية:
ترتبط الحالة النفسية ارتباطًا وثيقًا بالرغبة الجنسية، حيث يؤدي فقدان الراحة النفسية والمزاج الجيد إلى الفتور الجنسي. وتشمل الأسباب النفسية:
- التوتر: يؤدي التوتر المزمن إلى إفراز هرمون الكورتيزول الذي يخفض مستويات الهرمونات الجنسية ويقلل الاهتمام بالجنس.
- القلق: يسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول ويجعل الاسترخاء أثناء الجماع صعبًا، وقد يزيد من الشعور بالألم.
- الاكتئاب: يؤدي إلى التفكير السلبي وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة، بما في ذلك الجنس.
- الصدمات النفسية: قد يؤدي التعرض للتحرش أو الاعتداء الجنسي إلى صدمة نفسية تؤثر على الرغبة في العلاقة الحميمة.
- صورة الجسم السلبية: يمكن أن يؤدي فقدان الثقة بالنفس بسبب النظرة السلبية للجسم إلى انخفاض الرغبة.
- مشكلات العلاقة العاطفية: تؤثر الخلافات وعدم التواصل الجيد وغياب الثقة بين الزوجين سلبًا على الرغبة الجنسية.
التعب والإرهاق:
يلعب النوم الكافي والراحة دورًا هامًا في الرغبة الجنسية، بينما يعد التعب والإرهاق البدني سببًا لفقدان الرغبة نتيجة استنزاف طاقة الجسم.
المشكلات الصحية:
قد تكون هناك حالات طبية كامنة تؤثر على الهرمونات والأعصاب والقدرة على الحركة وتسبب الألم، مما يقلل من المتعة الجنسية والرغبة، مثل التهاب المفاصل، والصداع النصفي، واضطرابات الجهاز الهضمي، ومشاكل المثانة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، والأمراض العصبية، وقصور الغدة الدرقية، والسرطان.
الأدوية:
قد تسبب بعض الأدوية آثارًا جانبية تقلل الرغبة الجنسية، مثل بعض مضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، والمسكنات الأفيونية، ومضادات الاختلاج، والعلاج الكيميائي.
نصيحة الطبيب:
تتعدد أسباب انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء وتشمل عوامل هرمونية ونفسية وصحية وأدوية. على الرغم من أن فقدان الدافع الجنسي المؤقت أمر طبيعي، إلا أن استمراره وتأثيره السلبي يستدعي استشارة الطبيب لتحديد السبب واستكشاف خيارات العلاج المناسبة.